اسماعيل الدباغ يبكي الجولانيين في مونودراما «تخطف الأنفاس» - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


اسماعيل الدباغ يبكي الجولانيين في مونودراما «تخطف الأنفاس»
الجولان – نبيه عويدات – 03\08\2008
في عرض قمة في الإبداع، أوجز قصة الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتى الآن، أبكى الممثل الفلسطيني القدير إسماعيل الدباغ العديد من الحضور وخاصة كبار السن، في العرض المسرحي المونودرامي على مسرح قاعة الجلاء في مجدل شمس مساء الأحد.
الجمهور المنفعل مع أحداث المسرحية حبس     أنفاسه على مدار ساعة كاملة، لم يترك فيها الممثل له المجال للتصفيق، إذ توالت أحداثها المشوقة دون فاصل واضح بينها، في رواية المأساة الفلسطينية منذ العام 1948، إلى اتفاقية أوسلو، وصولاً إلى الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم. ولكن الجمهور المنفعل صفق للممثل طويلاً عند انتهاء العرض ووقف احتراماً له، وقدم الكاتب والمسرحي الجولاني معتز أبو صالح للفنان، باسم المؤسسات الجولانية المشاركة قي تنظيم مهرجان «إلى الجولان»، عملا نحتياُ فنياً من عمل الفنان الجولاني حمادة مداح.

ولم تتسع قاعة الجلاء المتواضعة للعدد الكبير من الراغبين الذين حضروا لمشاهدة المسرحية، الأمر الذي دعا إلى إعادة العرض مرة ثانية، لكي يتمكن الجمهور الذي بقي خارج القاعة في العرض الأول من مشاهدتها.

ولم يكن مبالغاً فيه بتاتاً ما جاء من وصف للمسرحية في البروشور الذي أعدته مؤسسة خليل السكاكيني الفلسطينية في وصفها للمسرحية، حيث جاء فيها:
" من خلال عرض يخطف الأنفاس يقدم «أبو حليمة » الشخصية الرئيسية، في هذه المونودراما المسرحية، قصته التي تتقاطع مع آلاف القصص الفلسطينية منذ نكبة العام 1948 وحتى هذه اللحظة. من قصة «ما يكون » رائعة الشاعر طه محمد علي، يقدم الفنان إسماعيل الدباغ مع طاقم العمل عرضاً أخاذاً. وفي أداء مسرحي مبهر، نرى طفولة «أبو حليمة » في أحد مخيمات اللجوء وهو يحلم بامتلاك حذاء، ويحلق في طفولة شفافة تعيد المُشاهد إلى طفولته ... ونراه في عودته الناقصة من المنقى يبحث عن فلسطين في فلسطين ولا يجدها! مدارس، مدرسون قساة، وأزقة، وطرقات، وأمطار، وأحذية، وجيوش، وأحلام، وهزائم، وأوسمة، وبائعات خضار بباب العامود، القدس، ويافا، وواقع محتل، وشباب ضائع، وحشاشون، ومؤسسة ) Crazy Peace ( ... هؤلاء جميعا نلتقيهم مع «أبو حليمة »، ذلك الطفل الكبير الذي ما زال يبحث عن حذاء طفولته ويواصل الاحتجاج على طريقته... وهو في مناكفاته وسلاطة لسانه يذكرنا ب «قاسم »؛ الطفل الذي «ضحك على ذقون القتلة » ... وفيه أيضاً من روح «حنظلة » الطفل الذي يسحبنا من أيدينا إلى طريق العودة كما أوصاه الفنان الشهيد ناجي العلي.
عن قصة «ما يكون » للشاعر طه محمد علي، توليف وتمثيل: إسماعيل الدباغ، إخراج: جاكوب امو، دراماتورج: نجوان درويش، موسيقى: درويش، إضاءة: معاذ الجعبة، سينوغرافيا: نرمين الدباغ، أصوات: ريم تلحمي ورامي مسلم، ملابس: لولا زيادة، تنفيذ الأرضية: عصام صباح، مساعد إنتاج وإخراج: نضال داود، مدير إنتاج: محمد صبيح".

موقع جولاني التقى إسماعيل الدباغ بعد العرض، ليكتشف أن الفنان بصفته الإنسانية لا يقل تألقاً عنه كممثل.

الفنان اسماعيل الدباغ

الدباغ تحدث عن بداياته ومشواره المسرحي فقال:
"ولدت في يافا في عائلة ريفية وترعرعت في القدس في البلدة القديمة كأي طفل في البلدة القديمة. قصة البسطار كما وردت في المسرحية حقيقية، فأول لقاء لي مع الاحتلال كان من خلال البسطار. منذ صغري كنت خجولاً فكان المسرح متنفساً لي لأعبر عن ذاتي، فدخلت مسرح الحكواتي صغيراً.
بعد ذلك تعلمت التمثيل في فرنسا وعملت مع عدة فرق مسرحية. أسسنا فرقة الرواة كشباب صغار، وكان لدينا قرار منذ البداية بعدم تلقي أي دعم من أي جهة كانت، لكي نستطيع تقديم الحقيقة الفلسطينية بدون شروط تملى علينا، لذلك كان العمل صعباً جداً وبموارد شبه معدومة.
عندما نقف على المسرح يجب أن نحكي حكايتنا – حكاية الشعب الفلسطيني. ومنذ أوسلو تبلورت لدينا أشياء كثيرة. الاحتلال ذكي واستطاع إيصالنا إلى هذا الوضع الذي نحن فيه اليوم، حيث كثرت NGOS (الجمعيات الغير حكومية) فأصبحت أشبه بدولة بحد ذاتها. هذه الجمعيات جعلت من الثقافة بروزة وملكاً للأغنياء. رواد المسرح أصبحوا أجانباً وشعارات المسرح أصبحت زائفة ولا تمت للمواطن بصلة. ومن هنا أتى «أبو حليمة» كمواطن فلسطيني بسيط، حيث قرأت قصة «وما يكون» للشاعر طه محمد علي وانسجمت معها.

هذا العمل المسرحي هو العاشر للفرقة، وجميع أعمالنا من هذه النوعية. قمنا ببعض الأعمال للأطفال لتنمية الحس الوطني لديهم. هذه المسرحية لاقت نجاحاً هائلاً في الشارع الفلسطيني، رغم عدم وجود تمويل لها من أي جهة، ذلك لأنها تمثل الشارع الفلسطيني.

نحن كفلسطينيين كنا نعلم العالم الثورة والنضال، إلا أن السحر انقلب على الساحر، فأصبحنا مغتربين في وطننا. نحن نعيش حالة اغتراب أتت بعد أوسلو – نحن نسير باتجاه وقيادتنا السياسية باتجاه آخر، فأصبحنا كالشخص الذي أصيب بالحول. هذا يولد في داخلي غضباً شديداً كفلسطيني مقدسي، فحاولت أن أدخله في المسرحية".

وقد أصدرت اللجنة الإعلامية للمهرجان بيانها الثالث وجاء فيه:
موجز أحداث اليوم الرابع من مهرجان 'إلى الجولان'
بيان للصحافة رقم 3
الجولان المحتل

قدم الفنان الفلسطيني المتميّز إسماعيل الدباغ مساء أمس الأحد 3\8\2008 عرضين متتاليين من مونودراما 'أبو حليمة' في قاعة الجلاء في مجدل شمس، وجاء ذلك ضمن فعاليات اليوم الرابع من مهرجان 'إلى الجولان'. وقد نظم العرض الثاني بشكل استثنائي بسبب امتلاء القاعة في العرض الأول واستمرار توافد الجمهور.
وبدا واضحاً انفعال الجمهور مع العرض الذي تناول مأساة فلسطين من وجهة نظر شخصية 'أبو حليمة'، اللاجئ الطفل في عام 1948، والعائد العجوز بعد أوسلو، الذي وجد نفسه منفيا من جديد لكن هذه المرة في فلسطين ذاتها وفي حارات القدس القديمة تحديدا.
ويذكر أن مسرحية 'أبو حليمة' حازت الأسبوع الماضي على جائزة أفضل عمل مسرحي في مهرجان مسرحيد في عكا.
وسيقدم مسرح سنابل اليوم، الإثنين، 4\8\2008 'عيلة ولا أحلى' في مسرح المهرجان في ساحة المغاريق في تمام الساعة الثامنة مساءً.

اللجنة الإعلامية لمهرجان 'إلى الجولان'





عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا